تقع على بعد 35 كم شرقي اللاذقية وترتفع 410 م عن سطح البحر .كانت تعتبر من أكثر حصون الغزو الصليبي مناعة وكانت توصف دائماً بأنها القلعة التي لاتقهر . فهندستها هي من أروع الهندسات العسكرية وأشدها فعالية , وهي قائمة على نتوء صخري شاهق ذو منحدرات عمودية وتحميها خنادق طبيعية عميقة ووعرة . إلا أن نقطة الضعف الوحيدة التي وجدها مهندسوها حينذاك كانت تتمثل في اتصال هذا النتوء بالهضبة المجاورة فقرروا فصلها عنه وقامو بعمل فريد من نوعه من أجل توفير الحماية التامة للقلعة وذلك عن طريق حفر خندق كبير وعميق في الصخر بطول 156 متراً وبعرض 18 متراً , وبالطبع فقد تم وقتئذ حفر هذه الكتلة الصخرية الهائلة بالأيدي . وأُبقيت من هذه الكتلة وفي وسط الخندق مسلة صخرية نحيفة ليستند على ذروتها جسر متحرك يصل مابين الهضبة وباب القلعة عند اللزوم , ومتى رفع الجسر عزلت القلعة تماماً عما حولها .ورغم هذه المناعة الهائلة فقد تمكن البطل صلاح الدين من انتزاع القلعة خلال يوم واحد عام 1188 , وكان الاستيلاء عليها نموذجاً واحداً للعبقرية والاستبسال . وحتى عام 1965 لم يكن الوصول الى القلعة ممكناً إلا مشياً على الأقدام , أما اليوم فأصبح للزوار طريق جيدة توصلهم اليها بسهولة بعد إيقاف سياراتهم في قاع الخندق العجيب