[b]يا شباب الأمة -- أين أنتم ذاهبون؟؟
هل بالانتحار تنالون ما تريدون ؟
أم لِقلة إيمانكم أصبحتم فى قراراتكم تتخبطون!!
لماذا تركتم أنفسكم, فاستحوذ عليها الشيطان فأنساكم ذكر الله؟
ألم تعلموا أن قتل النفس من المُهلكات السبع !!!!!
ألهذه الدرجة هانت عليكم أنفسكم ؟ ومكنِّتموها اليأس من رحمة الله!!
وهو القائل :
(وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ)"
يا شباب الأمة:
يا نصف الحاضر وكل المستقبل يا من سَتصنع على أيديكم
حضارة السلام والإسلام , يا دروع الوطن .
لماذا كل هذا التواكل؟؟ متى كان التكاسل والاعتماد على الغير يصنع المعجزات؟؟
إنما المعجزات البشرية هى من صنع الإنسان
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( إن روح القدس نفث في روعي : أن نفساً لا تموت حى تستكمل رزقها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، و لا يحملنّكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله ، فإن الله لايُدرك ما عنده إلا بطاعته )
يا شباب المستقبل
إن الرزق من عطاء الله يأتيه للكافر وللمؤمن ولكن كل شىء بقدر
قال تعالى :
{ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ }
ولكن كيف يكون طلب الرزق ؟؟؟؟
بالتواكل ( الاعتماد على الغير ) أم بالسعى ورائه أخذاً بالأسباب والتوكل على الله
قال تعالى:
(هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خِماصاً وتروح بِطاناً
أبنائى : إن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة
مر عمر بن الخطاب فوجد رجلا جالساً يرفع يده إلى السماء يدعو الله أن يرزقه
فضربه عمر الفاروق بدرته وقال
لا يقعُد أحدكم عن طلب الرزق -----( إن السماء لا تُمطر ذهبا ولا فضة)
يا شباب الأمة:
إن العمل شرف وغاية لكل فرد, فالعمل وسيلة للبقاء على وجه الأرض . وقد بنى أسلافنا السابقون حضارتهم بالعمل.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده
أيها الشباب :
لو كان التقاعد والتكاسل طبيعة فى طلب الرزق , كان أولى به الأنبياء لكى يتفرغوا لدعوة الرسالة ونشر الدين .ولكن هيهات
فقد كان لكل نبى مهنة وعمل
فسيدنا نوح كان صانعا للسفن , وداوود صانعا للدروع , وكان موسى عليه السلام راعيا للغنم , وكان أشرف خلق الله راعيا هو الآخر
قال رسول الله (ص) مابعث الله نبياً إلا ورعى الغنم .. فقالوا وأنت يا رسول الله – قال وأنا
وقد دلت الأحاديث النبوية على فضل الاعتماد على النفس استشعاراً بقيمة العمل فقال :
(لو قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها)
وقال ( إن الله يحب المؤمن المحترف ) أى صاحب حرفة
( التاجر الصدوق مع النبيين والشهداء )
يا شباب المستقبل : يا عقل الأمة وسلامة وأمن الوطن
العمل قيمة ايجابية فى حياة الفرد والمجتمع . فهو يحقق لصاحبه الأمن والأمان
قال رسول الله
(من بات آمناً في سِربه، مُعافى في بدنه، عنده قوت يومه ، فكأنما حِيزت له الدنيا بحذافيرها)
فالعمل يوفر الاستثمار للمال واستغلال للطاقة ويكشف عن قدرات الطبيعة وما فى باطنها من خير .
ولكن عليكم أيها الشباب . إذا أردتم السعة فى الرزق ,
فلابد أن تصح النية , وإن صحت النية . أصبح العمل متقنا بالاخلاص والتقوى
قال تعالى :
(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ )
وقال( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )
أيها الشباب :
قال ابن الجوزى
(السعيد من لازم أصلاً واحداً على حال ، وهو تقوى الله عز وجل ، فإنه : إن استغنى زانته . وإن افتقر فتحت له أبواب الصبر . وإن عُوفي تمت النعمة عليه .وإن ابتلي حملته . ولا يضره إن نزل به الزمان . أو صعد . أو أغراه أو أشبعه أو أجاعه . لأن جميع تلك الأشياء تزول وتتغير . والتقوى أصل السلامة . حارس لا ينام . يأخذ باليد عند العُثرة .. ولازم التقوى في كل حال فإنك لا ترى في الضيق إلا السعة وفي المرض إلا العافية ،هذا نقدها العاجل والآجل معلوم)
وأنتم يا رعاة الامة
اتقوا الله فى رعايكم , فأنتم مسؤولون يوم القيامة .
(كلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته)
ومن أراد أن تدوم ولايته فلا ينشغل عن رعيته
فالله تعالى ما نَصَبكم فى الأرض إلا لقضاء حوائج الخلق
فالملك للااااااه فمن شاء من عباده ولااااااه
واتخذوا من أئمة العدل فى عهد الصحابة ميزاناً لأعمالكم ورمزا فى حياتكم تسلموا فى دنياكم وتربحوا فى أخراكم .
وإياكم والظلم فى الرعية , فقد حَرّمه الله على نفسه وجعله بينكم محرما
ولا تغّتروا بمناصبكم
فان كانت دولة الظلم ساعة , فدولة الحق إلى قيام الساعة
فالله يُملى الظالم حتى إذا أخذه لا يفلته